ثورة الكلمات


كيف الكلمات كرهت الأوراق
تهم من فوق السطور راحلة
وكأنما السطور طرق بلا أنوار
تغادر الصفحات باكية
تودع الورق والأحبار
كيف القلم كره الكف
ونادى على الأصابع بإحتقار
يزيغ عن حروفه
ويهرب من الأفكار
كيف بذلك الدفتر
لا يلق بالاً للأشعار
يرفض تصفحه
وكأنما يطوي عنده الأسرار
وأنا التائه أتسآل
مال كل حياتي تنهار
تتحدث الكلمات الثائرة
لا جديد فى عمرك
لا جديد نبكي فى الليل
ونرائي الناس ضحكات النهار
هكذا أصبح الخداع سبيل
والنفاق لا غيره إختيار
ثم مال القلم ينزف أحباره
يكتب أخاف على شرف كتاباتي
فأنا على كلماتي أغار
لست ندلاً ولن أكون
ولا أضع لكرامتي قائمة أسعار
فعزت كتاباتي
وأُمتهنت كتابات الأغيار
أما الدفتر فإنتفض
وأنفتح على صفحة النار
تلتهب بكلمات موجعة
تحرك الضمير الساكن
هكذا عرفت سبب ثوراتهم
فقلمي وورقي وكلماتي ثوار
لا أقدر على أسرهم
ولا تقيدهم أسوار
وكان لهم مطالب
أولها ألا اكتب لغير من يستحق
وألا اندم أبداً على مشوار
فالقلم والأوراق باقية
والكلمات أطفال صغار
فلا أقتل برائتهم
ولا أدنس طهارتهم بتلك الأفكار
ووقعت على قائمة المطالب
فإنتهت الثورة
ووجدت الكلمات تعود للسطور
لترقد على أطرافها
تبيت ترسم لحماقاتي أعذار

.......................

No comments: